عباس الساکی
قررت الخروج مع اقرانی الی ضافیة من البریة النشوانة بخمرة و هیاج الربیع لنستغل هوائها و طبیعتها الغضة فی اسعاد القلوب الذاویة و التنفیس عن المتاعب التی طمرت فی اعماق مشاعرنا الخفیة.
اذاً و بعد تحدید نقطة الاستقرار و موعد الرحلة صار الامر الامیر هو ان نعد العدة و نحزم الامتعة خلال التنسیق المناسب و ایداع الالام فی زاویة من الاهمال للحظات.
و کما کان المتوقع التقینا عند الوقت و المکان المقررین و جلسنا الی مائدة الادب المحببة بین جنائن وادعة و خضرة خلابة و الورد البری یتمایل دلالا و غنجا علی انغام العندلیب و اخری الطیور و السماء الزرقاء الرحبة تقبل و تودع قطع السحائب البیضاء السحریة قلما تترک مجالا للشمس التواقة الی ان تطل علینا و احدهم حسب العادة فتح کتیبا صغیرا و شرع فی قرائة قصیدة کنا قد سمعناها تارات عدة الا ان هذه المرة اضفی علیها نکهات من خمائل الربیع الطیبة فربطتنا بوثاق الهوس الشعری بملئ قلوبنا الی سماعها و هی تقول فی بادئ بدئها:
وطنی لو شغلت بالخلد عنه لنازعتنی الیه بالخلد نفسی
کلمات کلیدی: منقول من موقع علوان