سالم الباوی
قدغیرت البالونات و الورود والاشرطة اللاصقة مظهر السیارة الی حد کبیرحیث لم یعرف السائق السیارة. کانت السیارات المارة عبر الطریق الرئیسی تزمر وتفتح الأضواء لحظة اقترابها من السیارة المزینة بالبالونات و الورود والاشرطة اللاصقة ویخرج بعض السوّاق رووسهم حتی الاکتاف من نوافذ ابواب سیاراتهم لیقوموا بأعمال سخریة و کل هذه الدعابات و السخریة لم تجلب انتباه سائق السیارة المزینة بالبالونات و الورود والاشرطة اللاصقة. کانت إحدی أیدی السائق علی مزمارالسیارة والأخری ماسکة المقوّد بشدة وکان الهم کالغیمة یخیّم علىالسائق . کانت الدموع تسیل من عینیه وتتساقط من ذقنه علی رجلیه. وقد أصبحتالقطرات تمنع الرؤیة أمام السائق. أحسّ انه ینظر الی الطریقالرئیسی من خلال زجاجة بلوریة مبللة و هذا الأمر سبب دواراً برأسه وشعرالسائق بأن الکــُـَریّات الحمُر لم تقم بواجبها طبق علم الأحیاء و لمتکمل دورة الدم فی عروقه مدّ العریس یده الیمنی وربت برفق علی کتف السائق. رفع السائق رأسه ونظر الی العریسین من خلال المرآة الأمامیة. کانت صورة العریسین مرسومة فیالمرأة :« یا عمی السائق ابتسم الله یرحم والدیک، فلا تعکر علینا هذهاللیلة الرومانسیة فوالله لیلة جمیلة انظر الی السماء الصافیة و نجومها »قال العریس هذا الکلام و أدار رأسه نحو نافذة باب السیارة و رفع بصره الیالأعلی . هزّ رأسه السائق علامة التصدیق – ربما النفی- خرج آه لاشعوریمن بین شفتی السائق . نظر الی السماء و الی النجوم المرسومة فی لوحةالسماء المحصورة فی إطار نافذة السیارة امام السائق . لیل جمیلونجوم....ترهات... لم یستطع السائق تکمیل فکرته حتی یرد علی العریس. هزرأسه مرة اخری و هبط برأسه . حملق الی الطریق الرئیسی المفروش امام عجلاتالسیارة المزینة البالونات و الورود والاشرطة اللاصقة قد فقد سائقالسیارةالمزینة بالبالونات و الورود والاشرطة اللاصقة المستأجرة، ابنه الوحید، خلال بضعة ایام.
